---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
حكم الديمقراطية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لقد تعرض الإسلام منذ قرون لهجمة صليبية خطيرة منظمة استهدفت سلخ المسلمين من دينهم وإخراجهم من الإسلام فلما لم يتمكن الكفار من نزع اسم الإسلام من المسلمين عمدوا إلى حيلة أخرى لإخراج المسلمين من دينهم وهي نزع حقيقة الإسلام من حياة المسلمين بحيث يبقى للمسلمين اسم الإسلام من غير حقيقة.
وقد نجحوا في هذه الحملة أيما نجاح فقد تشوهت مفاهيم الإسلام وحقيقته عند المسلمين وتحطمت ثوابت الدين عندهم من خلال غزو فكري منظم شمل جميع مناحي الحياة استعملوا في هذه المعركة جميع ما يستطيعونه من قدرات وعملوا كذلك على استمرار هذا الغزو وعدم توقفه بل وجندوا في هذا الغزو أبناء جلدتنا فحملوا الراية عنهم وقاموا بهذا الدور الخطير أيما قيام.
ومن الأمور التي تعرضت لها الأمة ففتت عضد هذه الأمة وأصابتها في مقتل فرض الديمقراطية على المسلمين وتحكميها على رقابهم ومحاربة من يريد نقض هذا الصنم وتحطيمه فتجد الكفار وأولياؤهم يستبسلون في الدفاع عن هذا الصنم بكل ما يستطيعونه لما يعلمون أن تحطيمه هو في الحقيقة هزيمة للكفار ودحر لغزوهم الفكري.
وقبل أن نبين حكم الديمقراطية يجب أن نبين حقيقة الديمقراطية حتى نتصورها على الحقيقة فإن الحكم على الشيء فرع عن تصوره.
----------------------------------------
تعليق على كلام شيخ الاسلام محمد في قصة عمروا بن عبسة
قال الشيخ محمد رحمه الله: ذكر ما في قصة عمرو بن عبسة من الفوائد:
الأولى: كون الشرك يعرف قبحه بالفطرة، لقوله: كنت أظن الناس ليسوا على شيء، وهم يعبدون الأوثان.
قال تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} الروم 30
فإقامة الوجه لله تعالى دون غيره هي حقيقة لا إله إلا الله وهذه الحقيقة هي التي فطر الناس عليها. فأمر الله تعالى بإقامة الوجه لله تعالى والميل عن إقامة الوجه لغيره. فإقامة الوجه هو عبادة الله تعالى وهو الاستسلام وينافيه الكبر والشرك. والحَنْفُ هو الميل عن الشرك وهو البراءة منه, وينافيه الوقوع في الشرك. وفي صحيح البخاري، (عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء" ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم).(صحيح البخاري1359، مسلم2658، سنن ابو داود 4714،)
فقبح الشرك المناقض لحقيقة الإسلام مفطور على معرفته كل بني آدم.
----------------------------------------
عدم العذر بالجهل في اصل الدين
قال أبو حمزة الأفغاني: هذه تعليقات الشيخ أبي مريم عبد الرحمن بن طلاع المخلف كاملة, جزاه الله خيرا, وقد أدخلت بعضها في الكتاب نفسه:
التعليق الأول على المقدمة: هنا مسألتان مهمتان:
الأولى: هي مسألة عذر المشرك. وعدم الحكم عليه بالخروج من الإسلام هو في حقيقته تغيير لدين الإسلام وشرعه. فإن الله بعث الأنبياء جميعا للتفريق بين الموحدين والمشركين, وما يترتب عليه من تنزيل أحكام المسلمين على أهل الإسلام وتنزيل أحكام المشركين على أهل الشرك. وعذر المشرك والحكم عليه بالإسلام هو إنزال أحكام المسلمين على المشركين وهذا من أعظم التبديل لدين الله, لأنه كما ذكرنا: أصل الدين هو البراءة من المشركين و تكفيرهم. فلا بد أنّ مَن حكم بإسلامهم ينزّل عليهم أحكام المسلمين. قال شيخ الإسلام محمد (الثانية :أن الذين أقروا بالتوحيد، والبراءة من الشرك، اختلفوا: هل توجب هذه العداوة والمقاطعة؟ أو أنها كالسرقة والزنا؟ فحكم الكتاب بينهم بقوله: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22] وقال r "إنّ آل بني فلان ليسوا لي بأولياء إنّ وليّي الله والمؤمنون") (الدرر 1:182).
فلا بد من البراءة والمقاطعة. ومن حكم بإسلامهم فإنه لم يقاطعهم ولم يتبرأ منهم ولم يعادهم.
-----------------------------------------------------
البراءة من الطواغيت
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فأصل البراءة التي لا يصح الإسلام إلا بها هي البراءة من عبادة غير الله تعالى فهذا هو أصل الكفر بالطاغوت كما قال تعالى{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ}[الزخرف:26] فهذه براءة من عبادة غير الله تعالى وهي الطاغوت هنا وهذا هو أصل الكفر بالطاغوت فإنه لا يتم إسلام أحد حتى يتبرأ من عبادة غير الله تعالى وقال تعالى{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}[الممتحنة:4].
ومن البراءة من الطاغوت اعتزال عبادته{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً}[الكهف :16]{وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيّاً}[مريم:48]{فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلّاً جَعَلْنَا نَبِيّاً}[مريم:49]
-----------------------------------------------------